معجبوا ورود مغربية على الفيسبوك
منتديات ورود مغربية - عرض مشاركة واحدة - كيف نجعل صلاتنا خاشعة ... وليست حركات تؤدي ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2013, 10:47 رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة البستان

الصورة الرمزية ام عبووودي
 
اوسمة العضو
 
وسام العطاء


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1...) (الـمـزيـد»
المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
` (26) كيف نجعل صلاتنا خاشعة ... وليست حركات تؤدي ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اعلمي أن القلوب المشفقة هي التي تخشع في العبادة ، وترق عند الطاعة ، وتخبت عند المناجاة ، وتنكسر عند التضرع ، إنها قلوب حاضرة ، تكون مع كل عبادة كمثل روحها وحقيقتها ، فالخشوع هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل ، وهو انكسار القلب وإخباته وتواضعه لله عز وجل وذلته ، وسكون الجوارح من أجل ذلك .

اعلمي - رحمك الله - أن الخشوع روح الصلاة وحياتها ، ونورها وضياؤها ، و به تصعد إلى الملأ الأعلي ، وتنهض في السماوات العلى ، فالقلوب الخاشعة تتبعها الأذهان الحاضرة ، وتسكن معها الجوارح العابثة ، قال سعد بن معاذ رضي الله عنه : ( ما كنت قط في صلاة فشغلتُ نفسي بغيرها حتى أقضيها ) .

وعلى سنن الصحابة مضى التابعون فأُثِر عن الربيع بن خثيم رضي الله عنه أنه قال : ( ما دخلت قط في صلاة فأهمني فيها إلا ما أقول وما يقال لي ) ، وقيل لعامر بن عبد الله بن قيس : أتحدث نفسك بشيء في الصلاة ؟، قال: نعم ، بوقوفي بين يدي الله عز وجل ، ومنصَرفي إلى أحد الدارين ، فقيل له : لا ، إلا بما نحدث به أنفسنا من أمر الدنيا ، وما يوسوس به الشيطان إلينا ، فقال : لأن تختلف الأسنة ( الرماح ) في صدري أحب إلي من ذلك ، لله درّ القوم وقد تعلقت بالصلاة قلوبهم وعقولهم وأجسادهم .

إن الله ربط مدح المصلين بخشوعهم حين قال : ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُون ) ، والخشوع في الصلاة : هو حضور القلب بين يدي الله تعالي ، مستحضراً لقربه ، فيسكن لذلك قلبه ، وتطمئن نفسه ، وتسكن حركاته ، ويقل التفاته ، متأدباً بين يدي ربه ، مستحضراً جميع ما يقوله ويفعله في صلاته ، من أولها إلى آخرها ، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الرديئة ، وهذا روح الصلاة ، والمقصود منها ، وهو الذي يكتب للعبد .

فالصلاة التي لا خشوع فيها للجسد ولا حضور فيها للقلب ، وإن كانت مجزئة مثاباً عليها ، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها ، فعليك - رحمكي الله – أن تحضري قلبك في صلاتك جهد استطاعتك ومبلغ طاقتك ، وألا تصرفها هنا ولا هنا ، وألا تمري بها هكذا ولا هكذا ، وأن تدفعي عنها الخواطر المائلة بها ، والأحاديث الشاغلة لها ، وأن تسمعي ما تقرأي، وتعقلي ما تفعلي ، فإنه ليس لك من صلاتك إلا ما عقلتي ، ولا يكتب لك منها إلا ما فيه حضرتي ، فأين قلوبنا في الصلاة ؟

سابحة في بحار الدنيا ، غارقة في هموم الحياة حتى لا تكاد تعقل من صلاتها شيئاً، يَقُولُ النبي صلى الله عليه وسلم : ( انَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلا عُشْرُهَا تُسْعُهَا ثُمُنُهَا سُبُعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا ) رواه أحمد ، اللهم رحمتك وعفوك.

أختي الحبيبه :

هل هذه الصلاة يصلح أن نقف بها بين يدي الله ؟ وهل هي التي يرضى عنها الله ؟ وهل هي التي يصح أن نرفعها إليه ؟ !
قال بعض السلف : ( الصلاة كجارية تُهدى إلى ملك الملوك ، فما الظن بمن يُهدي إليه جارية شلاّء أو عوراء أو عمياء أو مقطوعة اليد والرجل أو ذميمة أو قبيحة حتى يُهدي إليه جارية ميتة بلا روح .. فكيف بالصلاة يهديها العبد ويتقرب بها إلى ربه تعالى ، والله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وليس العمل الطيب صلاة لا روح فيها ) .
أختي الحبيبه :

إذا قمتي إلى الصلاة فتذكري من أنتي إليه قائمه ، وبين يدي من أنتي واقفه ، واعتقدي نفي ما يجري عليك من الخواطر المذمومة ، فإذا فرغتي فاستغفري الله عز وجل ، فإنه سبحانه يقبل العقد الأول والآخر ، ويغفر ما بينهما برحمته تبارك وتعالي ، وكما يجب ألا تصرفي وجهك عن قبلتك في صلاتك ، فكذلك لا تصرفي قلبك عن ربك .

استحضري عظمة ربك ، وتدبري في صلاتك في كلماتها ومقاماتها وحركاتها من أولها إلى آخرها واعلمي أنه ( ينبغي للعبد إذا قال في صلاته ( الله أكبر ) عند افتتاحها ، أن يكون ذكر الله في قلبه أكبر وأعظم من أن يذكر معه سواه ، أو يخلط بذكره ذكر شيء من دنياه إجلالاً له وتعظيماً .

فإن معنى تكبيرة الإحرام أن الذي يقوم إلى الصلاة إذا كبر تكبيرة الإحرام فقد حرّم على نفسه كل ما كان مباحاً له قبلها من الاشتغال بالدنيا ومعاشها ، وما كان فيه من مخالطة أهلها ، وأما من كان في صلاته مقبلاً على سهوه وغفلاته ، فليس لصلاته تحريم ، ولا لمناجاته حين يناجي ربه فيها تعظيم .

كان ابن الزبير رضي الله عنه إذا قام إلى الصلاة كأنه عود ، وكان علي بن الحسين رضي الله عنه إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة ، فقيل له ، فقال : تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي ؟ ، وكان إذا توضأ أصفر . ومثله كان وكيع رضي الله عنه إذا قام إلى الصلاة لا يتحرك منه شيئ ، ولا يزول ولا يميل على رجل دون الأخرى .

وقيل عن محمد بن نصر المروزي رضي الله عنه : ما رأيت أحسن صلاة منه ، وبلغني أن زنبوراً قعد على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك .. ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيئته للصلاة ، كان يضع ذقنه على صدره فينتصب كأنه خشبة منصوبة .

ولعلكي لا تعجبي حينئذ من قول سفيان الثوري رضي الله عنه : لو رأيت منصور بن المعتمر يصلي لقلت : ( يموت الساعة ) ولا من قول أبو بكر بن عياش : ( رأيت حبيب بن أبي ثابت يصلي وكأنه ميت ) يعني من خوفه وخشوعه لأن القوم قد ملأ الخشوع قلوبهم فسكنت جوارحهم .

ولا عجب من ذلك فقد سبقهم إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصاياهم وأعمالهمم ، فهذا جندب بن عبد الله رضي الله عنه يقول : ( وإذا وقفتم بين يدي ربكم للصلاة فاجعلوا الجنة والنار بين أيديكم والميزان والصراط حولكم كأنكم تقولون : ( رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُون ) ، وهذا الفاروق عمر رضي الله عنه ( غلبه البكاء في صلاة الصبح حتى سمع نحيبه من وراء ثلاثة صفوف ) .

والجميع مقتدٍ برسول الهدى صلى الله عليه وسلم مستضيء بهديه فقد ذكر مالك رضي الله عنه في الموطأ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَهْدَى أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةً شَامِيَّةً لَهَا عَلَمٌ فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلاةَ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : ( رُدِّي هَذِهِ الْخَمِيصَةَ إِلَى أبِي جَهْمٍ فَإِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلاةِ فَكَادَ يَفْتِنُنِي ) ، وذلك لتقتدي به في ذلك أمته ، يتفرغون لصلاتهم بترك ما يشغلهم عنها ، ويفتنهم فيها وهذا أصح والله أعلم .

أختي الحبيبه :

إذا خشع قلبُك وحضر انطرد وسواسك ، وقصُر عليك من الصلاة ما طال على غيرك ، وقد رأيت صلاة القوم وخشوعهم وسكونهم ودموعهم ، فإنه وإن كانت أجسادهم قائمة وراكعة وساجدة فإن قلوبهم مصلية ، هكذا كانوا... فكوني مثلهم .. إن التشبه بالرجال فلاح ...

***************

( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ، ( رب أجعلني مقيم الصلاة ومن ذرتي ربنا وتقبل دعاء * ربنا أغفرلي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )

أرجو أن أكون قد وفقت في عرض الموضوع ، وقد نال منكن القبول والأعجاب ، راجيه المولي جلت قدرته أن يتقبل منا جميعا الصلاة والقيام والركوع والسجود خالصا لوجهه الكريم ، ومنزها من النفاق والرياء ، أبتغاءا لمرضاته ، وطمعا في جناته . أنه ولي ذلك والقادر عليه.

منقول للفائدة

كلمات البحث

منتديات نسائية, اسلاميه، زهرات البستان ، المطبخ العربي ، حواء ، الفراشات





;dt k[ug wghjkh ohaum >>> ,gdsj pv;hj jc]d ?

غير مسجل   مواضيع جديدة لم يتم الرد عليها.. نرجوا مشاركتك فيها







التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[عزيزتي الزائرة يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابطللتسجيل اضغطي هنا]

رد مع اقتباس