سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على الهادي الأمين ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
أما بعد ،
لا يخفى عليكم _ إن شاء الله _ ما للصحابيات من فضل ، وقد نقل ما يدل على اختصاص
بعضهن دون البعض الآخر .
ومن أولئك ، فاطمة _ رضي الله عنها _
فقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها ومنها :
إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعا ، لم تغادر منا واحدة ، فأقبلت
فاطمة عليها السلام تمشي ، ولا والله لا تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فلما رآها رحب وقال : ( مرحبا بابنتي ) . ثم أجلسها عن يمينه أو
عن شماله ، ثم سارها ، فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها الثانية ، فإذا هي
تضحك ، فقلت لها أنا من بين نسائه : خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر
من بيننا ، ثم أنت تبكين ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها : عم
سارك ؟ قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره ، فلما
، قلت لها : عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني ، قالت : أما الآن
فنعم ، فأخبرتني ، قالت : أما حين سارني في الأمر الأول ، فإنه أخبرني : أن جبريل
كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة . ( وإنه قد عارضني به العام مرتين ، ولا أرى الأجل
إلا قد اقترب ، فاتقي الله واصبري ، فإني نعم السلف أنا لك ) . قالت : فبكيت بكائي
الذي رأيت ، فلما رأى جزعي سارني الثانية ، قال : ( يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني
سيدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الأمة ) .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6285
إن عليا خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالت : يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح بنت أبي
جهل . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعته حين تشهد يقول : ( أما بعد
، أنكحت أبا العاص بن الربيع ، فحدثني وصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني ، وإني
اكره أن يسوءها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله
عند رجل واحد ) . فترك علي الخطبة . وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن ابن
شهاب ، عن علي بن الحسين ، عن مسور : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
وذكر صهرا له من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن ، قال :
( حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي ) .
الراوي: المسور بن مخرمة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3729
وغيرهما الكثير .
وسؤالي : ما الذي استحقت به فاطمة _ رضي الله عنها _ هذا الفضل ؟
هي سيدة نساء أهل الجنة , لماذا ؟ ما الذي كانت تفعله واستحقت هذا الشرف ؟
مع وجود صحابيات جليلات ، أمهات المؤمنين _ رضي الله عنهم وأرضاهم ؟
وجدت أنها كانت تلقب بـ( أم أبيها ) , اشتركت في مداواة الجرحى في الغزوات , تدافع عن أبيها
وتنافح _ صلى الله عليه وسلم _ و _ رضي الله عنها وأرضاها _ ، ولكن هل هذا العمل فقط ,
هو الذي استحقت به تلك المنحة ؟
__________________
كُنْ أَنْتَ التَغْيِيْرَ الّذِيْ تُرِيْدُهُ لِلْعَالَمْ
sd]m kshx Hig hg[km < glh`h id ??